الدريكيش:
تعجز البلاغة عن وصف هذا الجمال.. عندما تتحول الطبيعة إلى شعر لا نهاية له.. ولوحة يعجز عن رسمها أبرع الفنانين. هي الطبيعة الساحرة في ريف طرطوس في منطقة الدريكيش… كل قرية، بل كل حي ينطق بآية من الجمال وأنت تقول في قرارة نفسك تبارك الخلاق…
هنا تتدفق ينابيع عذبة، وهناك أشجار الدلب تحكي قصص الماضي وكروم الطبيعة.
بالقرب من سفح الجبل تتوضع مغارة لا أحد يعرف نهايتها أو تاريخ نشوئها وفي مكان آخر تتفجر ينابيع عذبة تحتضن على ضفافها خضرة الأشجار والنباتات البرية الساحرة والألوان بأزهارها المتنوعة.
قرية بقعو ونبع السلبني ونهر قيس وغيرهم يعجز الوصف عن إعطاء جمال تلك المنطقة حقها؟؟!
ترتفع مدينة الدريكيش حوالي 500 م عن سطح البحر وهي واحدة من أهم المدن الساحلية في سورية، تحيط بها غابات كثيفة من أشجار الصنوبر والسرو والسنديان والزيتون والحمضيات، فتكسبها جمالاً أخاذاً، هواؤها عليل منعش، ومياهها عذبة رقراقة وهي ينابيع معدنية شهيرة وتصنف ضمن أفضل أنواع المياه المعدنية في العالم من حيث نقاؤها والعناصر المعدنية التي تحتويها، وفيها نبعان أحدهما يعلو الآخر بحوالي 10كم ويفيد النبع السفلي في علاج أمراض الجهاز البولي ولا سيما الحصوة حرارته حوالي 18 درجة كما تفيد مياه النبع في علاج أمراض الكبد والكلية والمثانة، ويعتقد بوجود أملاح اللثيوم بها، كما أنه من المنظور احتواء النبع العلوي على نسبة عالية من ثنائي أكسيد الكربون.
وتصدر مياه الدريكيش إلى معظم البلدان العربية والأجنبية حيث أقيم فيها معمل لتعليب المياه.
يتبع لمدينة الدريكيش حوالي 13 قرية ويبلغ عدد سكانها أكثر من 20 ألف نسمة أما القرى فهي: بيت تليجة، بيت بدعة، بيت خميس، المزرعة، البيسار، عين الجاش، القصيبة، المقلع، جبل نخلة، جنينة، بيت رسلان، كرمش، جبل نخلة الدقارة، وغيرها.
ومدينة الدريكيش فيها مشفى ومعمل للمياه المعدنية ومعمل لتصنيع الحرير الطبيعي.
أما المنشآت السياحية في الدريكيش فهي فندق الدريكيش السياحي والبرج الفضي والباشا ورأس العين إضافة إلى المقاصف الشعبية العديدة كمقصف البستان العائلي وأبو سمرة ومغارة بيت الوادي ومقصف نبع السلبين وغيرها.
أما عن ينابيع الدريكيش فهي تتدفق من جبل بازلتي هو جبل الدريكيش وهذه الينابيع هي: نبع عين الفوقة، عين الفزرة، عين بيت تليمة، عين السويدة، نبع تقلة، عين أحمد، نبع رزوق، نبع عين الدلبة، نبع بيت الوادي، نبع أبو حلاويش، نبع الدلبة.. وغيرها.
تبعد دريكيش عن طرطوس حوالي 35 كيلومتراً وهي غنية بالأوابد الأثرية. معظم السياحة في الدريكيش هي سياحة داخلية وخليجية حيث يأتي المواطنون والسياح للاستجمام والاستمتاع بالمناظر الخلابة وبالمياه العذبة المعدنية. كما يوجد في الدريكيش محميات طبيعية كالغابات العذرية مثل غابة الشيخ حيدر وغابة جبل النبي متى وحرش الزقزوق.
في مدينة الدريكيش حيث سوقها الشهير يتجمع الباعة القادمون من القرى مع منتجات القرية الشهية من البيض البلدي، والتين والعنب، والشنكليش والخبز التنوري في تلك الساحة الشهيرة تجمع المصطافون لابتياع حاجاتهم.
ومع إطلالة كل صباح حيث عبق العوسج والرياحين تتجدد النفوس وتغسل هموم العمل ومتاعب الحياة.. فالدريكيش هي منتجع صحي لا مثيل له. ولكنها تحتاج إلى اهتمام سياحي أكثر فهي تفتقر إلى المنشآت السياحية التي تستوعب حركة السياحة ولا سيما أنها تمتلك أجمل المواقع السياحية في سورية.